الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غسل الجمعة للمرأة الحائض

السؤال

هل الاغتسال كل سبعة أيام واجب علينا؟ وإذا اغتسلت في يوم الجمعة مثلًا، ونزلت الدورة في الجمعة التي تليها، وكان الاغتسال واجبًا لمرور سبعة أيام، فهل هناك ضرر إن اغتسلت وأنا في فترة الدورة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في استحباب غسل الجمعة لمن لا يحضرها -كالمرأة الحائض-، والجمهور على عدم سنية ذلك، فضلًا عن وجوبه، قال النووي في شرح المهذب: الصحيح المنصوص -وبه قطع المصنف، والجمهور- يسن لكل من أراد حضور الجمعة -سواء الرجل، والمرأة، والصبي، والمسافر، والعبد، وغيرهم-؛ لظاهر حديث ابن عمر؛ ولأن المراد النظافة, وهم في هذا سواء.

ولا يسن لمن لم يرد الحضور, وإن كان من أهل الجمعة؛ لمفهوم الحديث؛ ولانتفاء المقصود؛ ولحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى الجمعة من الرجال، والنساء؛ فليغتسل, ومن لم يأتها؛ فليس عليه غسل من الرجال، والنساء. رواه البيهقي بهذا اللفظ بإسناد صحيح. انتهى.

وذهب أهل الظاهر إلى وجوب الغسل يوم الجمعة على كل مكلف، حتى الحائض، والنفساء، وهو قول مرجوح بعيد، قال العراقي في طرح التثريب: ومذهب أهل الظاهر وجوب الاغتسال ذلك اليوم على كل مكلف مطلقًا؛ لأنهم يرونه لليوم. قال ابن حزم: وهو لازم للحائض، والنفساء، كلزومه لغيرهما. انتهى. وقد أبعد في ذلك جدًّا. انتهى.

ولو اغتسلت الحائض يوم الجمعة تنظّفًا، أو لتحصيل تلك الفضيلة؛ خروجًا من الخلاف؛ فلا بأس بذلك، ما لم يكن فيه ضرر عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني