الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيع جزء من رأس المال لكفارة اليمين

السؤال

أنا طالب جامعي، وقد حلفت ثلاثة أيمان يمينًا منعقدة، وأريد أن أكفر عنها الآن، مع العلم أني لا أملك المال الكافي لإطعام 30 مسكينًا، لكني أمتلك دكانًا أرباحه لا تكفي لتكفير اليمين، لكني إذا خصمت من رأس ماله، فيمكنني الحصول على مال كاف لإطعام المساكين، فهل يجزئ الصيام فقط، أم عليّ أن أبيع جزءًا من رأس مال الدكان حتى أكفّر عن يميني؟ وهل يمكنني إعطاء دقيق القمح للمساكين ككفارة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن رأس المال إن كان يختل ربحه الذي تحتاج إليه بإخراج الكفارة منه؛ فلا يلزمك ذلك، بل لك الانتقال للتكفير بالصيام.

وأما إن كان الربح لا يختلّ، فإنه يلزمك إخراج الكفارة من رأس المال، قال ابن قدامة في المغني: ومن له عقار يحتاج إلى أجرته لمؤنته، أو حوائجه الأصلية، أو بضاعة يختل ربحها المحتاج إليه بالتكفير منها، أو سائمة يحتاج إلى نمائها حاجة أصلية، أو أثاث يحتاج إليه، وأشباه هذا؛ فله التكفير بالصيام؛ لأن ذلك مستغرق لحاجته الأصلية؛ فأشبه المعدم. اهـ.

وأما إخراج الدقيق في كفارة اليمين: فالراجح جوازه، كما هو مذهب الحنفية، والحنابلة، وانظر الفتويين: 218170، 101407.

وراجع حول حكم تعدد الكفارة بتعدد الأيمان الفتوى: 394996.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني