الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار والدة الصديقة بمحادثة ابنتها للأجنبي قبل نصيحتها

السؤال

لي صديقة قضيت معها ست سنوات، وعندما كنت أعمل أعجب بي رجل عمره 50 عامًا، ولم أعره اهتمامًا، وهي أحبته، ثم تركتني، وقد حرّضها عليّ، وأصبحت تتجاهلني -كأنها خلعت حذاءها-، وتعاملني معاملة غريبة؛ بل إنها حدّثت أمّي عن الرجل، وناقشتني أمّي نقاشًا حادًّا.
بعد مدة من شدة قهري، حدّثت والدتها -وهي تُعرف بشدتها- أن ابنتها تتحدّث مع رجل كبير في السن، فغضبت أمّها جدًّا، وعندما علمت الفتاة أنني من أخبر والدتها بذلك، قالت: حسبي الله، ودعت عليّ، وهي من بدأت بكل شيء، فهل سيعاقبني الله؟ علما أنني متأكدة أنني أخذت حقّي فقط، ولو أنني كنت غير جيدة لأعلمت والدها، الذي تحبه كثيرًا. شكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولًا أن الاختلاط بين الجنسين باب شر، ومدعاة لكثير من الفساد، ومن ذلك ما حدث من تعلّق هذا الشخص بك، ثم تعلّق صديقتك به، ولو أنكم جانبتم الاختلاط المذموم؛ لما وقع شيء من هذه المفاسد.

فعلى كل من واقع شيئًا من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، ثم قد كان عليك أن تناصحي زميلتك، وتبيّني لها حرمة مكالمتها لهذا الشخص، وأن عليها أن تتوب إلى الله تعالى، لا أن تبدئي بفضيحتها، وإعلام أمّها؛ فقد أخطأت حين لم تنصحيها، وكشفت سترها، وأعلمت أمّها.

وأخطأت كذلك في كونك لم تكوني تريدين منعها من المنكر -كما يظهر-، وإنما كنت تريدين الانتصار لنفسك، كما هو واضح من سؤالك.

وعليك الآن أن تناصحي تلك الصديقة، وتذكري لها أنك تخافين عليها عذاب الله تعالى، وتحبين لها الخير، وتدعيها إلى التوبة النصوح.

وإذا تبت مما وقع منك؛ فلن يضرك شيء -بإذن الله-؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني