الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من كبائر وصغائر الذنوب مقبولة

السؤال

أنا شاب مسلم في السادس والعشرين من العمر، أرهقته الذنوب، وأنا أقوم بالبحث عن فتوى عن الصيام، ووجدت موقعكم الجميل، وقررت التكلم عن كل شيء.
أنا أعيش في ألمانيا منذ سنوات، رغم أنه قبل قدومي لم أكن ذاك الشخص الملتزم كثيرا، لكن لم أفعل الكبائر. ومع مرور الوقت أصبحت أتكلم مع الفتيات، وبعد تراكم الكبت بعد ست سنوات فعلت الزنا، وشربت الخمر. رغم أنني محافظ على صلاتي، وأصوم كل رمضان.
حلمي دائما كان أن أجد فتاة أحبها، تقربني من الله، وأن أتزوج، لكن لا أعلم لماذا لم أوفق في ذلك؟ هل بسبب حياتي غير المستقرة (دراستي الجامعية)؟ أم لكثرة الذنوب؟
مع قدوم شهر رمضان قررت أن أغير من نفسي، وأن ألتزم لكن بعد أسبوع من الكفاح استسلمت، وقمت بممارسة العادة السرية البارحة حتى أنني نمت عليها قبل أن أصلي العشاء بسبب الإرهاق والتعب؛ لأنني كنت أعمل طيلة اليوم صائما، وكنت أبحث عن فتوى إذا يحق لي الإفطار لأنني لم أشرب الماء في الليل، واستيقظت بعد صلاة الفجر عطشان. علمت أنه لا يجوز، ويجب المقاومة، ومن خلالها وجدت موقعكم. كنت بحاجة لأن أتحدث مع شخص يخفف عني هذا العذاب.
أتمنى منكم الإجابة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أيها الشاب أن باب التوبة مفتوح، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه مسلم.

فتب إلى الله تعالى مما فعلته من الكبائر والصغائر، وسيقبل الله تعالى توبتك، ويغفر ذنبك ويسترك، وإن أصررت فإنك على خطر عظيم.

وقد أصدرنا عدة فتاوى في بيان كيفية التوبة من العادة السرية، ونصائح معينة على مداومة التوبة، وعدم مراجعة الذنوب والثبات على الطاعة كالفتوى: 426286، والفتوى: 345061، والفتوى: 371662، والفتوى: 111852، والفتوى: 33434، والفتوى: 415249. فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني