الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت نائما وشعرت بشيء مثل الشهوة، وما يشبه الانتصاب. تجاهلت في البداية وواصلت النوم، لكن الشعور ألح علي، وكنت أحاول ألا أركز معه وأنا ما بين اليقظان والنائم، إلى أن استيقظت ووجدت الشهوة قد تمكنت مني، لكنني كنت واعيا، وأدركت في اللحظة الأخيرة أني سأقذف. فتابعت نفسي، فخرج المني.
هل هذا احتلام أم استمناء؟ وهل يبطل الصوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء هو استدعاء المني، فالسين والتاء يكونان للطلب -كما هو معروف- وما خرج من غير استدعاء لا يعد استمناء.

وقد عرف أهل العلم الاستمناء بأنه: استخراج المني بغير جماع، أي بمعالجة الإنسان خروجه يقظة حتى يخرج سواء كان ذلك بيده، أو فراشه وما أشبه ذلك.

قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج، في تعريف الاستمناء: وهو استخراج المني بغير جماع، حراما كان كإخراجه بيده، أو مباحا كإخراجه بيد حليلته. اهــ.

وجاء في الموسوعة الفقهية، في تعريف الاستمناء اصطلاحا: إخْرَاجُ الْمَنِيِّ بِغَيْرِ جِمَاعٍ... يَكُونُ الاِسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ، أَوْ غَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمُبَاشَرَةِ، أَوْ بِالنَّظْرِ، أَوْ بِالْفِكْرِ. اهـ.

وقد بينا في الفتوى: 372349 حرمة الاستمناء بغير استعمال اليد، كما بينا في الفتوى: 399472 أن الصيام لا يفسد بإخراج المني بالتفكير.

وعلى هذا، فانظر في حالك، واحكم على نفسك، فأنت أدرى بحقيقة حالك عندما حصل لك ما ذكرت.

فإن استدعيت خروجه بلمس، أو احتكاك ونحو ذلك وأنت مستيقظ؛ فهو استمناء، وبطل به الصوم.

وإن كنت مستيقظا وخرج بدون فعل منك، وإنما مجرد تفكير أو استرسال، فلا يفسد به الصوم.

وإن لم تكن مستيقظا، فليس استمناء بل هو احتلام، والاحتلام لا يفسد به الصوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني