الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الزوج من زوجته التوقف عن الإنجاب

السؤال

واحدة تسأل وتقول زوجي طلب مني ربط المحبلة فقلت له ذلك حرام، فهو لا يريد أولادا، وقال يكفي ما عندنا من الأولاد، ويقول لها إذا لم تربطي المحبلة سأتزوج عليك، والمرأة التي سأتزوجها سأشترط عليها عدم الإنجاب، والمرأة لا تريد الربط، ولكن الزوج مصر عليه، فإذا ربطت، فهل عليها إثم في ذلك؟ أم على زوجها الإثم؟ وماذا تفعل مع الزوج المصمم على الربط؟ وتقول إن معها الكثير من الأولاد الصغار، وكل الحلول عملتها ولم تأت بنتيجة، والرجل دائما يتضايق من الأولاد والأم، ويقول لها أنت السبب، والأولاد يشغلانهما، فما الذي تفعله؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الفعل الذي يدعوها إليه زوجها يترتب عليه قطع الإنجاب بالكلية، فإن هذا لا يجوز إلا لضرورة، وتراجع الفتوى: 17553، وقد ضمناها قرار مجمع الفقه الإسلامي حول الإعقام.

وما ذكر في السؤال من كثرة الأولاد لا يسوغ هذا الفعل، ويحرم على المرأة طاعة زوجها فيه، إذ لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، روى أحمد في مسنده عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل.

ويجوز وقف الإنجاب مؤقتا بالتراضي بين الزوجين لحاجة، كما هو مبين في الفتوى التي أشرنا إليها، فيمكنهما المصير إليه.

وننصح هذه المرأة بكثرة الدعاء وسؤال الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجها ويحبب إليه ما فيه رضى الله تعالى، ويمكنها أن تقوم بتوسيط بعض أهل العلم والفضل ليعينوها على إقناع زوجها بالكف عما لا يجوز شرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني