الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصرف الولد في مصالحه الشخصية دون استئذان والده

السؤال

والدي شديد وعصبي، ويتدخل في كل أمور حياتنا الشخصية، ويجعلني أحس بالتقصير، ولا يوافق على شيء، وإذا رفض شيئا فإنه لا يعطي سبباً، بل يكتفي بقول لا، ومن ثم السكوت، فأصبحت أقوم بأموري الشخصية من غير أخذ رأيه أو تكليمه، لأنني إذا أخذت رأيه فإنه يذمني، ولا يشجعني، ويرفض كل شيء، أريد أن أشتري سيارة بمبلغ معقول، وهو لا يسمح لي بذلك، فهل إذا اشتريت سيارة من غير موافقته أو سافرت، أو قمت بأي من أموري الشخصية من غير أن آخذ رأيه يعتبر ذلك من العقوق؟ علماً بأنني لا أقصر في طاعته وإرضائه، وعندما يغضب علي، فهل أكون عاقا إذا قمت بأموري الشخصية من غير موافقته؟ أم يجوز لي ذلك بحكم أنها أموري الشخصية؟، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت بالغا رشيدا؛ فلك أن تتصرف بمالك فتشتري سيارة أو غيرها، ولا يلزمك أن تستأذن والدك، وكذا يجوز لك السفر الآمن لمصلحة دون استئذان والدك، ولا يكون ذلك من العقوق، قال الهيتمي - رحمه الله - في الفتاوى الفقهية الكبرى: إذا ثبت رشد الولد الذي هو صلاح الدين والمال معا، لم يكن للأب منعه من السعي فيما ينفعه دينا أو دنيا. انتهى.
وراجع الفتويين: 457123، 22327.

لكن عليك برّ أبيك والإحسان إليه والسعي في استرضائه قدر استطاعتك، فحقّ الوالد عظيم، وبره من أعظم أسباب رضوان الله ودخول الجنة، ففي الأدب المفرد للبخاري عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرب في سخط الوالد.

وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني