الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الزوجة من الاتصال بالهاتف وسماع القرآن وهي تقوم بأعمال المنزل

السؤال

أنا امرأةٌ متزوجةٌ منذ أربع سنواتٍ، أعمل طبيبة أسنان، وفي فترة مكوثي في المنزل، أقضي الوقت في أعماله، كبقية النساء.. وكانت لي عادةٌ في المنزل، وهي: سماع المحاضرات، والقرآن، والتحدث مع الأهل والأقارب، للسؤال عنهم في الهاتف أثناء قيامي بالأعمال المنزلية، وهذا في غياب زوجي، حتى لا أزعجه، ومنذ فترةٍ، منعني زوجي منعا ًباتاً من استعمال الهاتف، أو سماع أي شيءٍ، حتى القرآن، أثناء قيامي بأعمال المنزل، بحجة التركيز في شيءٍ واحدٍ، رغم أنني أقوم بكل واجباتي بإتقانٍ، ولم أقصر يوماً.. ومنذ ذلك الوقت انغلقت على نفسي، فلم يعد لي وقتٌ أبداً أستفيد منه، كما كنت أفعل في السابق، فالأعمال لا تنتهي، وأنا ليس لي وقتٌ للجلوس، وترك أعمالي للاستماع لأي شيءٍ، بل وأصبحت أحدث نفسي كثيرا، وأنا أعمل، وتأتيني أفكارٌ وهواجس تتعبني أحياناً.. وكانت تلك العادة هي المتنفس الوحيد لي في اليوم، فهي تخفف عني أعباء العمل.. فهل يجوز لزوجي منعي من ذلك؟ وهل علي طاعته في هذا الأمر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لم يكن استماعك للمحاضرات أثناء العمل، أو الاتصال بالأهل، يترتب عليه تقصير فيما يلزمك من عمل، فليس من حق زوجك منعك من شيءٍ من ذلك، ولا تجب عليك طاعته فيه، وللمزيد راجعي الفتوى: 115078، ففيها بيان حدود طاعة الزوجة لزوجها.

وينبغي أن يكون بين الزوجين تفاهم في مثل هذه الأمور، من منطلق المصلحة، وبعيداً عن العصبية، والإصرار على الرأي، وإن لم يتفهم زوجك الأمر، وأصر على رأيه، فافعلي ما يمنعك منه من أمر الاتصال، أو الاستماع حال عدم وجوده في البيت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني