الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عرض صورة الفتاة في مواقع الزواج على الإنترنت

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا سيدة متزوجة وأعمل مراقبة بيانات على الإنترنت من المنزل، والموقع الذي أعمل به مهمته الرئيسية هي تزويج الرجال والنساء، ويتم ذلك عن طريق إدخال بيانات كل عضو على ملف خاص به، ويقوم الموقع بمراقبة هذه الملفات قبل ظهورها لباقي الأعضاء للتأكد من خلوها من أي لفظ خارج أو عنوان أو رقم تليفون أو بريد إلكتروني، والموقع يسمح للأعضاء بإدخال بياناتهم ووضع الصور الخاصة بعد التأكد من كونها صوراً محترمة، ويتم التوفيق بين الأعضاء بالكمبيوتر وحسب المواصفات التي يطلبها كل عضو بدون تدخل شخصي من الموظفين بالموقع، وتتلخص وظيفتي في مراقبة بيانات الأعضاء وخدمة العملاء الذين يقومون بإرسال المشكلات الفنية التي تواجههم في الدخول على البريد الإلكتروني الخاص بالموقع (وهم لا يعلمون أن هناك سيدات يعملن بالموقع) لأن الرد يكون بصيغة الجمع بمعنى أنه لا يوجد أي اتصال بيني وبين أي عضو بالموقع، وlمما يؤسف له أن صاحبه عربي مسلم، وتتلخص مشكلتي أن الموقع يتيح للأعضاء خاصية المحادثة أو الـ chatting والغرض منها أن يتم التعارف المبدئي بين الأعضاء قبل إتمام الزواج، والمحادثة الجماعية تتم مراقبتها ولكن المحادثة الخاصة لا تراقب ولكن يشترط للرجال أن يقوموا بدفع اشتراك ليتمكنوا من قراءة الرسائل أو المحادثة لكي يضمن الموقع جديتهم، وهناك فتيات غير جادات وأحياناً عديمات الأخلاق يودون التعرف على الرجال لأغراض غير أخلاقية، كما أنه يوجد من هو غير جاد من الرجال، ولكن بالطبع هم أقلية في موقع به أكثر من خمسمائة ألف عضو، وحين نكتشف في الموقع مثل هذه الأنماط من الأعضاء نقوم بطردهم على الفور حتى وإن كانوا من أصحاب الاشتراكات، فهل إتاحة نشر الصور على الموقع ( وبها أحياناً فتيات غير محجبات) وتبادل الرسائل الإلكترونية والدردشة بين الأعضاء يعد تشجيعا على الموقع فعل السوء، وهل عملي في الموقع حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمواقع الزواج على الإنترنت كثيرة، ويختلف الحكم عليها بالنظر إلى مدى التزامها بالضوابط الشرعية، في عملها هذا وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 7905.

وأما بخصوص الموقع المشار إليه، فإن قيامه بنشر صور النساء المتبرجات لا يجوز، ولو أنه قام في جو من السرية بإعطاء صورة المرأة المتحجبة لمن تأكد له صدقه وجدتية في الزواج لكان هذا سائغاً، بشرط أن يقوم على استلام الصور وعرضها نساء ثقات، ولا يجوز للرجال الاطلاع على صور النساء بدون حاجة، والحاجة منتفيه هنا لوجود من يقوم بهذا العمل من النساء، وثمت محذور آخر في عمل الموقع وهو إتاحة الفرصة للمحادثة الخاصة بين الرجال والنساء، ولا يخفى أن في ذلك فتحاً لباب عظيم من أبواب الشر، وكون الموقع يقوم بطرد من يكتشف منه ذلك لا يكفي لتبرير فتح هذا الباب، إذ سد الذرائع الموصلة إلى الحرام واجب في الشرع، فالرأي عندنا أن تقومي بنصح القائمين على هذا الموقع بتلافي هذه الأخطاء فإن استجابوا فاستمري معهم في العمل وإلا فالأفضل لك الترك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني