الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: اللهم ارزقني الشهادة بهذا المرض

السؤال

ابتليت بمرض مزمن في الأمعاء -داء كرون- منذ كان عمري: 15 عاماً -ولله الحمد- والآن عمري: 22، ولا يوجد علاج لهذا المرض سوى دواء يثبط المناعة فقط، كي يهدئ الوضع، وأضطر من سنة لأخرى أن أغير الدواء، لأن جسمي لا يستجيب له بعد مرور فترة، وهذا المرض يسبب ألما قويا جدا في البطن، يبقى طوال اليوم، ولا يستجيب للمسكنات، بالإضافة إلى الإسهال الدائم -وأنتم بكرامة-.
ومنذ سنة أجريت عملية لاستئصال جزء من الأمعاء، لأنها كانت ملتهبة جدا، بسبب هذا المرض، وحالي دائما بين الحمد، والشكر، وفي واقع الأمر أنا فرحة بهذا المرض، وعندما أشعر بألم قوي أحمد الله حتى يزول، وقليلا ما أدعو أن يشفيني الله، لأنني أريد أن أكون صابرة.
فهل هذا يزيد درجتي عند الله؟ وقد سمعت أن الذي يموت مبطونا، يموت شهيداً، فهل يجوز أن أقول: اللهم ارزقني الشهادة بهذا المرض؟ لأنني بصراحة أريد لقاء الله، وبفضل الله أنني أرى الحياة الدنيا بصورتها الحقيقة، ولا أريدها، وأريد القرب من الله.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وتمام الأجر والمثوبة، وأنت بحمد الله على خير عظيم، ويرجى لك ثواب الراضين، والرضا بالمصيبة منزلة فوق منزلة الصبر، وهو مستحب، لا واجب، وانظري الفتوى: 199683.

وسؤالك الله أن يتوفاك شهيدة: لا حرج فيه، ولا ينافي النهي عن تمني الموت، كما بيناه في الفتوى: 31781.

ونصيحتنا لك: أن تبذلي وسعك في الأخذ بأسباب الشفاء، فإن التداوي مطلوب شرعا، ولا ينافي الرضا، وأن تكثري من سؤال الله العافية، مع انعقاد قلبك على الرضا بكل ما يقدره الله ويقضيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني