الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب على الزوجة تعلمه وما لا يجب

السؤال

أنا متزوج منذ 11 سنة، ولي أطفال. طيلة هذه الفترة أحاول إقناع زوجتي بالسعي لتعلُّم الدين والفقه، وفي ذلك صلاح لها ولأسرتها، ولكنها لا تبالي.
هي محافظة على صلواتها، ولكنها لا تعلم كثيرا في الفقه. وقد عجزت عنها. والآن قررت أن أتزوج بامرأة أخرى تعينني على الطاعة، ولكني لا أملك المال لذلك. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على تعلم زوجتك للعلم الشرعي، وحرصك على صلاحها والأسرة كلها، ونسأل الله -سبحانه- أن يحقق لك ذلك. ونوصيك بكثرة الدعاء، وخاصة بنحو ما جاء في قول الله عز وجل: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}.

نقل ابن كثير في تفسيره، عن الحسن البصري -وسئل عن هذه الآيةـ فقال: أن يُري اللهُ العبدً المسلم من زوجته، ومن أخيه، ومن حميمه طاعةً الله، لا واللهِ، ما شيء أقرّ لعين المسلم من أن يرى ولدًا، أو ولدَ ولدٍ، أو أخًا، أو حميمًا مطيعًا لله عز وجل. اهـ.
والذي يجب على زوجتك وجوبا عينيا تعلمه من العلوم الشرعية هو القدر الذي تصح به عقيدتها، وعباداتها المفروضة كالصلاة وشروطها والصيام ونحوها. أما تعلم التفاصيل الدقيقة لعلوم الشريعة، فإنه من فروض الكفايات، ولمزيد التفصيل، انظر الفتوى: 44674.

فإذا تعلمت زوجتك ما يلزمها من فرض العين، فذاك المطلوب، ولا بأس بأن ترغبها في التوسع في طلب العلم، وتورد لها النصوص الدالة على فضله، وأنه طريق للجنة، وسبب رفعة الدرجات، ويمكن الاستفادة من النصوص التي أوردناها في الفتويين: 341728، 344605.

ولا تشدد عليها في ذلك، فقد تترتب على ذلك بعض المفاسد من الشقاق والخصام ونحوهما.
والزواج من ثانية مباح لمن كان قادرا على العدل بين زوجتيه، والقيام بحقوقهما.

وعلى كل تقدير، فقد لا تكون المصلحة في التعدد، بل يكون الاقتصار على واحدة أفضل، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال، ولذلك ينبغي التأني فيه. وخاصة إذا كانت الزوجة صالحة، قائمة برعاية زوجها وولدها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني