الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

اعتدت أن أدعو لمعارفي ممن أسمع بمرضه، أو وقوعه في ضيق، أو حاجته لأمر من أمور الدنيا؛ كالزواج، أو الذرية، أو تفريج الهم. لكني تعرضت لمواقف عرفت فيها أن هؤلاء الاشخاص لا يكنون لي المودة، بل يعتبرونني من الأشرار، ويخافون أن أؤذيهم بالسحر أو العين، وأنا بريئة من هذا.
لذلك قررت أن لا أدعو إلا لنفسي، ولوالديّ، وإخوتي بالخير. فهل أنا آثمة لجعل دعائي لنفسي ولأسرتي، مع العلم أنني لن أدعو بالشر لهؤلاء الأشخاص؟ وهل يجب أن أدعو لغيري بالخير؛ لكي أنال رضا الله عني؟
أرجو الرد لأني في حيرة وضيق.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك الدعاء لأحد من هؤلاء، ولا تأثمين بترك ذلك بلا شك، لكن دعاؤك لهم فيه خير كثير، ومقابلة سيئاتهم بالإحسان من خلق المؤمنين الكمل.

ثم إنك رابحة إذا دعوت لهم، فيدعو لك الملَك بمثل ما دعوت به، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثل. رواه مسلم.

فجواب سؤالك أنك لا تأثمين بترك الدعاء لهم، لكن النصيحة المبذولة لك أن تستمري في الدعاء لنفسك، ولهم، ولعموم المسلمين بالخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني