الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من مخاصمة الوالدة والتبرؤ منها

السؤال

أنا أبر والدتي، لكني مخاصم لها بسبب أفعالها، نصحتها مرارًا وتكرارًا بالحسنى وبالعقل والدين، لكنها لا تستجيب، لدرجة أنني قلت لها: أنا أتبرأ منكِ، ومن أفعالك. مع العلم أني لا أرفع صوتي عليها.
هل عَليّ إثم هكذا؟ وهل يُقبَل عملي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك هجر والدتك، ولا الإساءة إليها وإغلاظ القول لها، وإذا كانت واقعة في شيء من المنكرات؛ فعليك نهيها عن المنكر بأدب ورفق، فإنّ حقّ الوالدين عظيم، وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر؛ ليس كأمر غيرهما ونهيهما.

قال ابن مفلح –رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَن الْمُنْكَرِ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.
وعقوق الوالدين ليس محبطا للعمل؛ لكنّه من كبائر الذنوب، وراجع الفتوى: 267805
فتب إلى الله -تعالى- من الإساءة إلى أمّك وهجرها؛ واجتهد في برها والإحسان إليها؛ فإنّه من أحب الاعمال إلى الله وأعظمها أجرا وبركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني