الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسجيل البنت بمركز تحفيظ بموافقة الأب ورفض الأم

السؤال

أدرس في كلية صحية، ونظام الكلية صعب. وقد يسر الله لي ووجدت مركزا لتحفيظ القرآن الكريم قرب الكلية، ويعتمد على نظام السكن، وهو مخصص لطالبات الجامعة، وعلي الإقامة في المركز للحفظ.
سألتُ والديّ، فوافقا، لكن حين أتى موعد البدء رفضت أمي أن أذهب؛ لأن رسوم المركز مرتفعة، وأن هذا تشديد منهم على من يريد الحفظ.
أما أبي فلم يعترض، وأخبرني أن أسجل.
ماذا أفعل، علما بأني حاولت الالتحاق بعدة مراكز، ولكني لم أستطع المواصلة فيها بسبب ضغط الكلية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان سكنك مع الطالبات في المركز المذكور مأمونا، وكن ملتزمات بالآداب الشرعية، ولا يخشى فيه من فساد ولا فتنة؛ فلا بأس به. كما سبق بيانه في الفتوى: 57391 وما أحيل عليه فيها.

وبالنسبة لطاعة الوالدين، فلا شك أنها من آكد الواجبات، فيما لهما فيه غرض صحيح، وحيث لا يكون فيها ضرر على الولد.

وأن الأولى تقديم طاعة الأم على طاعة الأب إذا تعارض أمرهما في غرض صحيح، ولم يستطع الولد الجمع بين طاعتهما، كما سبق بيانه في الفتوى: 413239، وما أحيل عليه فيها.

ولا شك أن الأم أدرى بالبنت وأحوالها من الأب، لكن رفضها لتسجيل البنت في مركز التحفيظ، إنما كان بسبب ارتفاع رسومه، وهذا إنما يعني الأب غالبا، ولا تدفعه الأم عادة، وقد يكون في رفضها تفويت لأكثر من مصلحة على البنت.

وأما موافقة الأب -بالشروط التي ذكرنا- وإخباره لك أن تسجلي، فهو الأولى هنا -إن شاء الله تعالى- لما فيه من المصلحة، والجمع بين التحفيظ والكلية.

ولذلك، فإن عليك أن تحاولي إقناع أمك ببيان مصلحة التسجيل.

وإذا لم تقتنع فيجوز لك أن تسجلي فيه دون إذنها، ولا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- إلا إذا بينت لك سببا، أو مصلحة لرفضها غير ما ذكرتِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني