الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل والتربح في موقع لبيع الصور للاستخدام في الدعاية والإعلان

السؤال

التربح من موقع لبيع الصور للاستخدام في الدعاية، والإعلان: عملت لمدة عامين على موقع لبيع الصور ـ صور رجال، أو نساء، أو أطفال، أو مناظر طبيعية ـ stock images ـ للاستخدام في الدعاية، والإعلان ـ أنا وبعض الأصدقاء، على أن تتم مراعاة الزي الشرعي للبنات أثناء التصوير ـ قدر الإمكان ـ ولكننا بعد وضع الصور وجدنا صورا لا تراعي الزي الشرعي، ولا الحجاب، وأنا لم أتربح منه حتى الآن، ولدي مصدر دخل آخر، ومن المتوقع أن يأتي بدخل وفير ـ إن شاء الله ـ فهل أستمر في العمل معهم، ومحاولة ضبط التصوير من حيث اللبس، والحجاب ـ وهذا ليس بسهل ـ وأخشى من أنني عندما أبدأ في التربح منه أضعف، وأتساهل، بسبب ما سيعود علي من مال وفير ـ في أغلب الظن ـ والله أعلم؟ وهل سيختلف الوضع مع فرض ضبط اللبس، والمتيقن أن الحجاب صعب جدا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام لديك مصدر دخل آخر ـ كما ذكرت ـ فينبغي أن تتجنب هذا العمل على كل حال، فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي: إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.

وهذا الأثر أورده أبو نعيم في الحلية، عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه، من طريق ابن مسعود.

ومجال التصوير ـ ولا سيما للدعاية، والإعلان ـ ليس من أطيب ما يكسب المرء منه رزقه، للخلاف في التصوير من حيث الأصل، ولكون الغالب فيمن يمتهنون مجال الدعاية، والإعلانات أنهم لا يلتزمون بالضوابط الشرعية في اللباس، وخاصة النساء، وقد ذكرت وجود صور فيها تبرج، وكشف للعورات، فاجتنب ذلك، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2 ـ 3}.

وللفائدة انظر الفتوى: 198247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني