الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اجتماع العائلة في رأس السنة الميلادية على عشاء جماعي

السؤال

ما حكم اجتماع عائلي في رأس السنة الميلادية على مائدة العشاء؟
عائلتي تعلم أن حكم عيد رأس السنة هو بدعة، لكن أرادوا أن يخصصوا ذاك اليوم بعشاء جماعي، لا بنية الاحتفال، بل بنية الاجتماع
فهل يجوز ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذ كنتم تعتقدون بدعية الاحتفال برأس السنة الميلادية، فتخصيص ذلك اليوم بعشاء جماعي ولو بنية الاجتماع ضرب من الاحتفال به فيجتنب.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كلامه على أعياد الكفار، وعدم جواز الاحتفال بها، في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم: ومن ذلك: ما يفعله كثير من الناس في أثناء الشتاء في أثناء كانون الأول لأربع وعشرين خلت منه، ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام، فجميع ما يحدث فيه هو من المنكرات، مثل: إيقاد النيران، وإحداث طعام، واصطناع شمع، وغير ذلك. فإن اتخاذ هذا الميلاد عيدا هو دين النصارى، ليس لذلك أصل في دين الإسلام، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر أصلا على عهد السلف الماضين، بل أصله مأخوذ عن النصارى. انتهى.
وجاء في مجموع الفتاوى: لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما ‌يختص ‌بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس، ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة، أو عبادة، أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك. ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة. وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم. انتهى
وقال -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم: والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلا، بل يجعل يوما كسائر الأيام. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني