الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب كتمان العشق عن المحبوبة وكل الناس

السؤال

هل كتمان الحب المقصود في الحديث: هو الكتمان عن الجميع؟ أم عن المحبوبة فقط؟ لأنني أخبرت بعض الأصدقاء عن حبي لفتاة، ولم أخبرها هي بالطبع، ولكنني أخشى أن أخالف الحديث.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعلك تشير إلى الحديث الذي لفظه: من عشق، وكتم، وعف، فمات، فهو شهيد.

وهو حديث في سنده ضعف، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنه حديث موضوع، ومنهم ابن القيم، والألباني.

ولكن صحح بعض أهل العلم ما تضمنه من معنى الحث على العفة، والتقوى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب، والسنة، فإن الله أمرنا بالتقوى، والصبر، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد، ورجل.... انتهى.

وكتمان مثل هذا الحب مطلوب، فلا يذكره المرء للمحبوبة، ولا لغيرها؛ لما في الإخبار من الذريعة للفتنة، فقد قال المناوي في التيسير، بشرح الجامع الصغير ـ 2ـ 431: من عشق فكتم ـ عشقه عن الناس ... اهـ.

ومن تمام كلام شيخ الإسلام السابق، وهو يبين معنى الكتمان، وأنه على نوعين، فقال: والثاني: أن يكتم ذلك، فلا يتحدث به مع الناس؛ لما في ذلك من إظهار السوء، والفاحشة؛ فإن النفوس إذا سمعت مثل هذا تحركت، وتَشَهَّتْ، وتَمَنَّتْ، وتَتَيَّمَتْ، والإنسان متى رأى، أو سمع، أو تخيل من يفعل ما يشتهيه، كان ذلك داعياً له إلى الفعل، والتشبه به... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني