الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة الموظف جهة عمله بما أنفقه من ماله الخاص على سيارة العمل

السؤال

كنت أعمل في شركة، وأهداني صاحبها سيارة، وعندما أردت أن أدفع ثمنها قال لي: إنها لمدير الشركة، وأنا أحب أن يكون لدى مدير الشركة عندي سيارة، وقال لي أكثر من مرة: إن مصاريف السيارة من بنزين، وزيت، وصيانة على حساب الشركة، ولكني كنت أشعر بالإحراج من طلب هذا، وكنت أدفع هذه المصاريف من دخلي الخاص.
الآن وبعد استلامي السيارة بسنتين تركت العمل بالشركة، وأرسلت له السيارة، ومشتملاتها. فهل لي الحق أن أطالب بمصروفات السيارة عن هذه الفترة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت مصاريف السيارة من البنزين وغيره من ضمن التزامات الشركة معك، وقمت بدفع هذه المصاريف من عندك، وتريد الآن الرجوع على الشركة بما دفعت، فلك المطالبة بها إن كنت نويت الرجوع بها على الشركة، وإلا؛ فلا حق لك في المطالبة .

قال المرداوي في تصحيح الفروع: ‌والصحيح ‌من ‌المذهب ‌أن ‌من ‌أدى ‌حقًّا ‌واجبًا عن غيره؛ ناويا للرجوع، كان له الرجوع. سواء أذن له المدفوع عنه أم لا. وعليه أكثر الأصحاب، ونص عليه، وقدمه المصنف، وقال: اختاره الأصحاب، ولو كان غير ضامن، فرجوع الضامن بغير إذنه أولى .... فإن نوى التبرع لم يرجع قولا واحدا. وإن أطلق ذاهلا عن النية وعدمها، فالمصنف قد قدم أنه لا يرجع. انتهى بحذف يسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني