الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قص جناح الطير وذيله لمصلحة

السؤال

أربي زوجا من الطيور للزينة، وكنت أضع لهما عشا خشبيا بجوار القفص للتزاوج، ووضع البيض.. لكنني وجدت أن الأنثى تسيطر على القفص وتحبس الذكر في العش، وتمنع خروجه لتناول الطعام، فحاولت منعها دون فائدة، فنزعت العش تماما، وقصصت ريش جناحها، وذيلها تأديبا لها، وبالفعل أصبح الوضع أفضل كثيرا، فهل علي ذنب في أنني منعتهما من وجود أفراخ لهما، علما أنني اشتريتهما للزينة، وليس للتفريخ، لما يتطلبه من عناية خاصة، لا أقدر عليها؟ وهل يجب إطلاقهما إذا كان حبسمهما، ومنعهما من الإنجاب حراما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقص ريش جناح وذيل الطير للمصلحة، لا حرج فيه، ولا إثم عليك فيه، فقد ثبت في الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟.

قال ابن حجر في فتح الباري في ذكر فوائد هذا الحديث: جواز إمساك الطير في القفص، ونحوه، وقص جناح الطير، إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم. اهـ.

ولا يجب عليك وضع عش للطيور، ولا إثم في منعها من التفريخ، فقد أجاز العلماء خصاء الحيوان للمصلحة مع ما فيه من تغيير خلقة الحيوان -فمن باب أولى جواز ما ذكرته في سؤالك-

جاء في المحيط البرهاني لابن مازة البخاري: وفي أضحية النوازل، في إخصاء السنور: إنه لا بأس به، إذا كان فيه منفعة، أو دفع ضرره. اهـ.

وقال ابن رشد الجد في البيان، والتحصيل: وقال مالك: في الفرس إذا كَلَبَ، وامتنع، فلا أرى بخصائه بأسًا، إذا كان على هذا الوجه. اهـ.

مع التنبيه هنا على لزوم الحذر من تعذيب الطيور، وغيرها من الحيوان، بلا سبب؛ لأنه معصية تستوجب العقاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني