الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلمة (طه، ويس) بين وجوب التعظيم وعدمه

السؤال

هل اسم: طه، أو يس، أسماء مقدسة، لا يجوز امتهانها، باعتبارها آية في الواقع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكلمة: طه، ويس ـ باعتبارهما كلمتين من القرآن الكريم يجب تعظيمهما، واحترامهما، ولا يجوز تعريضهما للامتهان... قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ... {الحج:30}.

وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}.

وأما باعتبارهما مما لا حرمة له كتسمي شخص عادي بهما، أو بأحدهما -كما يقع في بعض البلاد- فإنه لا يلزم منه تعظيمهما.. فمجرد موافقة اللفظ لكلمة من كلمات القرآن، أو لاسم من أسماء الأنبياء، لا يجعل لذلك اللفظ حرمة الألفاظ، والأسماء المعظمة في الشرع.

قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله، أو اسم نبي له، يجب احترامه، وتوقيره، وتعظيمه. انتهى.

ولو تسمى بهما شخص بزعم أنهما من أسماء نبينا -صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يلزم من ذلك احترامهما؛ لأن المقصود باحترام أسماء الأنبياء ما يعلم أنه اسم لنبي فعلا، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه السلام، أو موسى كليم الله، ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد، أو عيسى، أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم.

جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، حيث قال: وَقَوْلُهُ: أَوْ اسْمُ نَبِيٍّ، أَيْ مَقْرُونٌ بِمَا يُعَيِّنُهُ كَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَا مُجَرَّدُ الِاشْتِرَاكِ. انتهى.

وانظري الفتوى: 110857.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني