الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض المحاذير التي تنشأ عن مجموعات الترغيب في العمل الصالح

السؤال

توجد مجموعات على الواتساب تقوم بإرسال تذكير بالأذكار وتطبيق السنن، مثل: ذكر دخول الخلاء، أو ركوب السيارة، وغيرها من الأذكار، وقراءة جزء من القرآن الكريم، وجميع مطالب المجموعة هي تطبيق السنن، لكنهم يقولون للمشتركين: من يقرأ جزءا من القرآن، ويقرأ الأذكار في ذلك اليوم سيتم التبرع عن والديه وأمواته بصدقة جارية، مثل حفر بئر ماء، أو تبرع بثلاجة ماء، وما شابه ذلك. فما حكم ذلك؟
يعني أن الشخص الذي يطبق ما طُلب منه في ذلك اليوم سيقومون بالتبرع عن أمواته بشيء معين، على أن يبعث على المجموعة أنه تم بحمد الله، أو يرسل: تمت قراءة الورد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مثل هذه المجموعات -وإن كان القصد منها حسنا-، إلا أنها قد تجر إلى بعض المحاذير: كفتح أبواب الرياء والسمعة، والتزين للناس، وطلب المكانة عندهم بالمجاهرة بالعمل الصالح من ذكر، أو غيره.

ومعلوم أن الأصل في نوافل العبادات هو إخفاؤها، وكتمانها قدر المستطاع؛ فذلك أدنى إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء والسمعة.

وكذلك ترتيب بعض المكافآت على العمل الصالح؛ كمثل ما ذكرته في سؤالك، ومثل هذا -وإن لم يكن مفسدا للعمل الصالح-، إلا أنه ينافي كمال الإخلاص، وتمام تجريد النية ابتغاء وجه الله وحده.

فأعلى درجات الإخلاص ألا يرجو المسلم بعمله شيئا سوى مرضاة الله.

ومن المحاذير: تفنن القائمين على المجموعات واجتهادهم بلا ضوابط في اختراع ترتيبات وأوضاع تختص بها مجموعاتهم، وربما تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوقوع في الابتداع والإحداث في الدين؛ كتقييد الأذكار المطلقة بأعداد وأزمان معينة، ونحو ذلك.

فالذي ننصح به: عدم إنشاء مثل هذه المجموعات، وعدم الاشتراك فيها درءًا لهذه المفاسد وغيرها، والاستغناء عنها بالمجموعات التي تحث على الإكثار من الأعمال الصالحة التي رغب فيها الشرع، مع بيان ما رتب عليها من أجور وفضائل.

فهي في الحقيقة كافية لتحفيز المؤمن، ولفت انتباهه لها، وراجع الفتاوى: 278260، 132182، 231154، 190495.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني