الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإثم على المصر على القطيعة

السؤال

قاطعني أخي بسبب كلمة قلتها في لحظة غضب، منذ 8 شهور، ونحن نسكن في نفس المنزل مع والدينا. اعتذرت فلم يقبل.
هل أدخل في إثم قاطع الرحم؟
هل أحاسب على حزن أمي وأبي بسبب هذه المقاطعة، مع أني اعتذرت عدة مرات، فلم يقبل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بما قمت به من المبادرة إلى الاعتذار لأخيك، وبذلك تكونين قد قمت بما هو مطلوب منك.

فإن أصر أخوك على الاستمرار في القطيعة، فالإثم عليه، لا عليك.

روى أبو داود من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث. فإن مرت به ثلاث فليلقه، فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام، فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد باء بالإثم. زاد أحمد: وخرج المسلم من الهجرة.

وهذا الحديث بهذه الرواية قد ضعفه بعض أهل العلم، ولكن ورد معناه في الحديث المتفق عليه من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

ولا إثم عليك أيضا في تأذي والديك باستمرار أخيك في هذه القطيعة.

ونوصي بأن يسلط عليه من يبذل له النصح من أهل الفضل والحكمة، ومن يرجى أن يكون لقوله تأثير عليه، وينبغي أن يكون حزن الوالدين دافعا له إلى إنهاء هذه القطيعة.

وننبه إلى أهمية قبول عذر المعتذر، وفضل ذلك.

ولمزيد الفائدة، راجعي الفتويين: 65928، 317713.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني