الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس الحفاظ ونزعه آخر اليوم لمن به سلس

السؤال

جدتي ولله الحمد، محافظة على الصلاة منذ كنت صغيرا إلى الآن، وأنا الآن عندي 16 سنة. لكنها الآن قد كبرت، ووهن العظم منها، ولا تستطيع المشي بسبب وزنها الثقيل، ومع ذلك لم تنقطع عن الصلاة بفضل الله ورحمته.
ولكن ما جَدَّ عليها الآن هو شدة البرد، ولا تستطيع حبس البول. كما أنه يشق عليها الذهاب للحمام، كما يشق علينا، بل من شبه المستحيل أن نوضِّئها في سريرها، ونقوم لها بالاستنجاء.
فهل يجوز لها أن ترتدي حفاظا، وتنزعه في نهاية اليوم؟
أفتونا، مشكورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يبارك في جدتكم، ويطيل عمرها على طاعته، ويختم لنا ولها بالخير.

ثم إن كان البول يخرج منها بغير اختيارها ولو مرة في اليوم، فلا يجب عليها الاستنجاء منه عند المالكية.

ويسعها العمل بهذا القول للمشقة، وتنظر الفتوى: 75637.

وعليه؛ فلها أن تلبس الحفاظ المذكور، وتنزعه آخر اليوم، ولا حرج.

وأما إن كانت تتحكم في خروجه، فلا يلزمها الذهاب إلى الخلاء، بل يمكن أن تعد إناء أو نحوه لذلك الغرض وتجعله في غرفتها، ومن ثم فلا حاجة بها إلى ما ذكر، بل تستنجي وتصلي في ثياب طاهرة دون حاجة إلى الحفَّاظ، وعليها أن تتوضأ للصلاة ما دامت تستطيع ذلك ولو بأجرة، وتنظر الفتوى: 228088.

ويمكنها أن تجمع بين الصلاتين جمعا صوريا بحيث تتوضأ في آخر وقت الظهر، وتصلي الظهر، وتنتظر حتى تصلي العصر بالوضوء نفسه.

وإن كانت صاحبة سلس، أو كانت مريضة فلها رخصة في الجمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت، عند فقهاء الحنابلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني