الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انفرد بالعمل وحده بعد أن أخذ الخبرة من صديقه الذي اتفق معه على الشراكة

السؤال

لي صديق بذل مجهودًا كبيرًا للبحث عن فرصة عمل تجاري، في إحدى الدول، وكلَّفه ذلك الكثير من المال والجهد، وعمل الكثير من الدراسات عن طريق مختصين. وبعد الانتهاء من ذلك، والتأكد من وجود المنفعة في تلك البلاد، عرض الفكرة على صديقه، لتحقيق المنفعة المشتركة.
وتم اصطحابه إلى تلك البلاد، ووضح له كل التفاصيل المتعلقة بالعمل، واتفقا على أن تكون المصلحة مشتركة. وبعد معرفة صديقه لكل التفاصيل، وبدون أي تكاليف ومجهود؛ انفرد بالعمل بنفسه، دون علم صديقه الذي عرَّفه على هذه البلاد، وفرصة العمل فيها.
فما هو حكم ذلك شرعًا؟ وهل للصديق الحق في شيء من صديقه؟ وهل هذا يعتبر خيانة للأمانة، ونكثًا للعهود؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد اتفقت مبدئيًّا مع صديقك قبل السفر على أن تشتركا في هذا العمل، فكان عليه أن يَفِيَ بوعده، ويتمسك بحبل المروءة، ويرد الجميل بمثله، ويجزي الإحسان بالإحسان.

ومع ذلك، فمجرد انفصاله عنك في العمل، أو فض الشركة معك لو كانت بينكما شراكة، لا يحرم من حيث الأصل؛ لأن الشركة عقد جائز غير لازم، فلكل شريك من الشركاء فسخ العقد متى شاء. وراجع في ذلك الفتوى: 238543.

هذا مع العلم بأن جمهور العلماء على أن الوفاء بالوعد مستحب، وليس بواجب، فلو تركه فاته الفضل، وارتكب المكروه كراهة شديدة، ولكن لا يأثم.

وراجع في ذلك الفتويين: 17057، 44575.

وأما الحكم بخيانته للأمانة، فلا يمكننا الجزم به؛ لأن ذلك يحتاج إلى معرفة تفاصيل الموقف، وأبعاده، والسماع من الطرفين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني