الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تجب طاعة الأم فيما فيه ضرر على الطرفين

السؤال

والدتي كبيرة في السن، وقد وفقها الله لعمل عمرتين وحجة فيما سبق.
وأنا الآن أريد الذهاب للعمرة، ولكني صحيا لا أقوى على أخذها معي، وهي تريد الذهاب.
فهل إذا أقنعتها بأني لا أستطيع تحمل مسؤوليتها -وخاصة أنها مريضة بالقلب، وبالانزلاق الغضروفي، وستحتاج لكرسي بعجلات أثناء الطواف والسعي- مع تحمل مسؤولية نفسي.
فهل أنا بذلك عاقة، ولا أبر بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكرت من عدم قدرتك على أخذ أمك معك إلى العمرة بسبب ظروفك الصحية، ووضعها الصحي؛ فلا يلزمك الاستجابة لرغبتها.

فقد ذكر أهل العلم أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وإنما تجب فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على ولدهما فيه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين. وهو ظاهر إطلاق أحمد.

وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر. فإن شق عليه ولم يضره، وجب وإلا فلا... انتهى.

فاعملي على مداراتها وتطييب خاطرها، وعليك بالاستعانة بالمقربين إليها لإقناعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني