الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول الإمام أحمد: تلك بركة المسلم على المسلم

السؤال

قيل للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: الرجل يدخل المسجد فيرى قوما فيحسن صلاته، أيكون رياء؟ قال: لا، تلك بركة المسلم على المسلم ـ أريد أن أعرف صحة هذا الكلام، لأنني أرى أن معنى الكلام الأول أنه يعمل مثل عملهم، لا لأنه يحس بإيمان، فهو يمكن أن يعمل هذا ليوم، أو يومين، ثم يفتر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الكلام ذكره ابن مفلح في الفروع فقال: وقال المروذي لأحمد: الرجل يدخل المسجد فيرى قوما فيحسن صلاته؟ يعني الرياء، قال: لا، تلك بركة المسلم على المسلم. اهـ.

ولا يفيد هذا الكلام أن الداخل يرى القوم فيعمل مثل عملهم، وإنما يحمل على أنه يتأنى في صلاته، لئلا يساء به الظن، أو أنه يعيدها لنيل أجر الجماعة. فقد قال ابن مفلح في الفروع بعد ذكره لكلام الإمام أحمد: وجهه القاضي بانتظاره، والإعادة معه، وإلا قصده، واختار في النوادر إن قصد ليقتدى به، أو لئلا يساء به الظن جاز، وذكر قول أحمد... اهـ.

ولو أنه عمل مثل عملهم أياما ثم أصابه فتور، فالعيب ليس في عمله الذي أصاب فيه، وإنما يعاب تقصيره المتجدد، فعليه أن يجاهد نفسه ويحملها على الاستقامة على طريق الحق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني