الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى عبارة: (فجعلوا يركبون رسول الله) في حديث ليلة الجن

السؤال

هناك حديث رواه الإمام أحمد فى المسند، وهو حديث ليلة الجن، وفى لفظ الحديث: فجعلوا يركبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما معنى: يركبون؟ وما مدى صحة هذا الحديث؟ فهناك علماء يصححون سند الحديث، وهناك من يضعفونه، ويعلون الحديث بأن ابن مسعود -رضي الله عنه- لم يشهد ليلة الجن مع رسول الله -عليه السلام-، لما رواه الإمام مسلم في صحيحه، فما هو الراجح في هذا الباب؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث لا يصح.

ذكره ابن كثير في تفسيره، وقال: فيه غرابة شديدة.

وضعفه محققو المسند، بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط.

ويؤيد تضعيف الحديث أن ابن مسعود لم يشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن على الأصح، ففي صحيح مسلم عن عامر، قال: سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة، أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل، قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا يا رسول الله فقدناك، فطلبناك، فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم.

وأما معنى قوله: فجعلوا يركبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي: أن الجن جعلوا يتبعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقتربون منه، ويتزاحمون حوله، كما في رواية البيهقي في دلائل النبوة: فازدحموا عليه.

وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَإِذَا عُمَر قَدْ رَكِبَنِي؛ أَيْ تَبِعَني، وَجَاءَ عَلَى أثَرِي؛ لأنَّ الرَّاكِبَ يَسِير بسَيْر المَرْكوب، يُقَالُ رَكِبْتُ أثرَه وطَرِيقَه إِذَا تَبِعْتَه مُلْتِحقاً بِهِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني