الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة في عمر الزواج، ويسأل بعض الناس عن خطبتي. أريد أن أتزوج شخصا مستقيما، ومحافظا على الصلاة، ولكني أسكن في أوروبا، وهو أمر صعب.
فهل أقبل التفاوض، بحيث أني أشترط على الخاطب أن يصلي، أو أرفض الأمر برمته من البداية، وأصبر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ أعظم ما تنبغي مراعاته عند اختيار الزوج هو الدين، والخلق، ففي سنن الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
ولا شك في كون المتهاون في الصلاة المفروضة؛ غير مرضي الدين؛ فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع، وراجعي الفتوى: 338068
وعليه؛ فإن كان من يتقدم لخطبتك غير محافظ على الفرائض، وخاصة الصلاة؛ فلا تقبلي به، ولا يكفي أن تشترطي عليه المحافظة على الصلاة مستقبلا، ولكن إن استقام، وحافظ على الصلاة، فلا مانع من قبوله؛ وإلا فاصبري حتى يهيء الله لك خاطبا صالحا، ونظن أنك لن تعدمي ذلك، ولا يلزم أن يكون الخاطب مقيما في البلد الذي تقيمين فيه، فيجوز أن تعرضي زواجك على من ترين فيه الصلاح بضوابط، وآداب بيناها في الفتوى: 108281

وأحسني ظنك بربك، وأكثري من دعائه، فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني