الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام صلاة المرأة في المسجد

السؤال

بالنسبة للصلاة في المسجد، فإنني أحس بشعور جميل وأنا أصلي في المسجد أكثر مما لو صليت في البيت، وأفتقد هذا الشعور إذا صليت في غير المسجد، وأنا بنت، فماذا أعمل؟ وأتمنى أن يصلي أبي كل الصلوات في المسجد، وأدعو بذلك، فكيف أساعده وهو غير متعود على هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك إن صليت أحيانا في المسجد، فقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء في حضور صلاة الجماعة في المسجد في قوله: إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها. متفق عليه.

ولكن لا ينبغي أن تكثري من الخروج للصلاة في المسجد؛ لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، فعن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته -أم حميد: امرأة أبي حميد الساعدي- أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله؛ إني أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. رواه أحمد، وصححه ابن حبان.

وقال صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن.

وقال أيضا: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. رواهما أبو داود.

فتبين مما سبق أن المرأة تدرك بصلاتها في بيتها أجرا أفضل وأعظم مما لو صلت في المسجد، وانظري في ذلك الفتوى: 10306.

فإذا صليت في بيتك فلاحظي هذا المعنى احتسابا لذلك الأجر العظيم، وجاهدي نفسك على الخشوع في صلاتك وحضور قلبك فيها.

ومما ينبغي أن يعلم أن المرأة إذا خرجت للمسجد لزمها اجتناب الطيب، مع التستر، والبعد عن مزاحمة الرجال، وأن خروجها للمساجد مشروط بأمن الفتنة، ولهذا كره الشافعية خروج الشابة والمرأة الكبيرة التي تشتهى لأداء الصلاة في جماعة المسجد، وكرهوا لزوجها، أو وليها تمكينها من ذلك، لقول عائشة رضي الله عنها: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن، كما منعت نساء بني إسرائيل. متفق عليه.

وللفائدة انظري الفتوى: 2892.

وبالنسبة لأبيك لا يلزمك سوى تذكيره بفضل الصلاة في جماعة المسجد، وأن في ذلك خيرا كثيرا، وثوابا عظيما، وأن كثيرا من أهل العلم قال بوجوب صلاة الجماعة على الرجال، وليكن كلامك معه بأدب، وأسلوب لطيف، ويمكنك أن تسمعيه مقطعا صوتيا في فضل صلاة الجماعة في المسجد، أو تهديه شيئا من الكتيبات الصغيرة، أو المطويات التي تتناول هذا الموضوع، فإذا فعلت هذا فقد أديت ما عليك، وللفائدة انظري الفتوى: 179139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني