الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بهجر أحد الزوجين للآخر

السؤال

أنا مرأة متزوجة منذ سنتين، ولدي طفل، وبعد زواجي كلما اقترب مني زوجي بعلاقة كنت أبكي، وأشعر بشيء غريب في داخلي كالخوف، وأنه سيحصل شيء ليس بالجيد، وبعد كل يوم أو يومين -رغم الحب الذي بيننا- نتشاجر على أشياء ليست لها قيمة، حتى وصل الأمر إلى شبه طلاق، حيث أبيت عند أهلي منذ أربعة أشهر، ولا يسأل عني ولا عن ابنه، رغم أنه كان يخاف أن يمضي يوم وأنا بعيدة عنه، وعندما كان يذهب إلى عمله كنت أشعر وكأن أحدا بجانبي يلمسني بطريقة غير طبيعية أثناء نومي، لكنني لم أكن أخاف، ووقتها كنت حاملا، وأخبرت زوجي عن هذا، وكنت أقرأ قرآن، وأرفع صوت القرآن في البيت، والآن أرى منامات غريبة، وفي كل فترة أرى جنسا، وأرى نفسي عارية، وأرى ظلاما، وهذا شيء لم يحصل لي بتاتا إلا بعد ما تزوجت، فهل بعد هذه المدة يقع الطلاق بيننا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يقع الطلاق بمجرد ترك بيت الزوجية، أو هجر أحد الزوجين للآخر مهما طالت المدة، واعلمي أنّ الطلاق في الأصل مبغوض شرعا؛ فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح، والمعاشرة بالمعروف، ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات، والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، وانظري الفتوى: 94320.

فنصيحتنا لك ولزوجك أن تتفاهما، وترجعي إلى البيت، وتتعاشرا بالمعروف، ويحرص كل منكما على اجتناب ما يعكر صفو الحياة الزوجية، وبخصوص ما أصابك من الأمور المزعجة عند معاشرة زوجك لك، أو في منامك؛ فلسنا مختصين بمعرفة مثل هذه الأمور، لكن على فرض أنّ هناك سحرا، أو مسّا، أو عينا؛ فعلاج ذلك ميسور -بإذن الله تعالى- بالأسباب المباحة، ومن أهمها: التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، والإلحاح في الدعاء مع حسن الظن بالله، ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من المعالجين بالقرآن المعروفين بالانضباط بالشرع، والبعد عن الشعوذة والخرافات، وراجعي الفتويين: 2244، 10981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني