الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في قول هذه الأذكار في الصلاة، وبعدها

السؤال

حديث أم سليم: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي، قال: سبحي الله عشرا، واحمديه عشرا، وكبريه عشرا، ثم سليه حاجتك، يقل: نعم، نعم ـ وجاء في رواية أخرى في المسند دون لفظ -في صلاتي- فهل هذا الدعاء مرتبط بمن في داخل الصلاة فقط؟ أم يصلح لمن كان خارجها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأذكار التي سألت عنها حملها بعض أهل العلم على أنها تقال بعد الصلاة المكتوبة، وقال بعضهم يمكن أن تقال أثناء الصلاة، وبعدها.

جاء في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قوله: كبِّري الله عشرا، وسبِّحي الله عشرا، واحمديه عشرا ـ قال العراقي: إيراد هذا الحديث في باب صلاة التسبيح فيه نظر، فإن المعروف أنه ورد في التسبيح عقب الصلوات، لا في صلاة التسبيح، وذلك مبيَّن في عدة طرق، منها في مسند أبي يعلى، والدعاء للطبراني، فقال: يا أم سليم؛ إذا صليتِ المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرا.. إلى آخره، انتهى، كذا في قوت المغتذي، وقال أبو الطيب المدني: أجاب عنه بعض الفضلاء: بأنه يمكن أن يقال علمها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول في الصلاة، وأن تقول بعدها، وهو الذي فهمه المصنف، وبه يحصل التوفيق مع بقاء كل رواية على ظاهرها، قال: ويؤيد أنه علمها صلى الله عليه وسلم أن تقولها في الصلوات، قولها: أقولهن في صلاتي، لكن لم يذهب أحد من العلماء إلى هذه الطريقة في صلاة التسبيح، فالظاهر أنه بحذف المضاف، أي: أقولهن في دبر صلاتي، وإيراد المصنف هاهنا باعتبار مناسبة ما. انتهى.

وقال الصنعاني في التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ: سبحي الله عشراً، واحمدي الله عشراً، وكبري الله عشراً ـ تقدمت الصفة في قول ذلك: ثم سلي الله ما شئت، من خير الدنيا والآخرة: فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت ـ ظاهره في أي حين، عقيب صلاة، أو لا، وأنه من أراد من الدعاء في أي ساعة. اهـ.

فتبيّن مما سبق أن الأذكار المسؤول عنها يصلح أن تقال في الصلاة، وبعدها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني