الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإضرار بالنفس خوفا من الحسد، مسلك غير سديد

السؤال

أنا طالب في الثانوية العامة، في السنوات الماضية كنت متفوقًا على زملائي ولله الحمد، وهذا ما جعلني تحت أنظارهم، فكلما أجبت عن سؤال، أو حصلت على الدرجة النهائية، كنت أسمع ما أكره من زملائي الذين يقولون (يا دحيح)، أنت تأكل الكتب، وغير ذلك من كلمات الحسد والحقد، وما يزيدني غضباً أن كل واحد منهم يعتمد عليَّ في الامتحانات كي أغششه.
لم أعد أطيق هذا الوضع، فأصبحت لا أجيب عن أسئلة أستاذتي، رغم علمي بالإجابة، وأحصل على درجات متدنية عامدًا قاصدًا لها، وأنا -بفضل الله ورحمته- أعلم الإجابات الصحيحة، فقط كي يتوهم زملائي أنني أصبحت فاشلًا؛ دفعاً لأذاهم.
فهل عليَّ ذنب في ذلك باعتبار هذا نوعا من الكذب والاحتيال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يظهر لنا فيما ذكرت أن هنالك شيئًا من الاحتيال، ولكن في ذلك إضرار منك بنفسك بسبب فشلك في الدراسة، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فيه إضرار بوالديك -إن كانا حيين أو أحدهما- فالوالد حريص على نجاح ابنه، وقد يكون هو من ينفق عليه من أجل ذلك، فكل هذا نوع من الضرر والإضرار، ولا يجوز للمسلم أن يضر بنفسه ولا أن يضر بالآخرين، وقد ثبت من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.

وما فعلته من تعمد الخطأ، ومحاولة إظهار نفسك بأنك فاشل في الدراسة مسلك غير محمود، وليس حلًا لما تتعرض له من أصحابك، فكل إنسان مهما كان عرضة للحسد والحقد لا سيما إن كان متفوقًا أو نابغة.

فلا يصدنك ذلك عن الاجتهاد في دراستك والتفوق فيها، مع عدم مساعدة الآخرين على الغش في الامتحانات؛ لأنه محرم.

وإن كان الذي يمنعك من ذلك هو الخوف من زملائك، فينبغي أن تسعى في معالجة هذا الأمر مستعينًا بالله سبحانه.

وهنالك توجيهات مفيدة في هذا الجانب في قسم الاستشارات في موقعنا، فيمكنك الرجوع إليه.

وراجع الفتوى: 477394، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني