الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من بر الوالدين عدم الأكل معهما؟

السؤال

بحثت في صحة هذا الموضوع، ولم أجد الدليل القاطع، فما صحة أن من السنة في طاعة الآباء عدم الأكل معهم، أو الأكل الخفيف معهم، حتى لا تأكل شيئا قد وقع في أنفسهم، وبذلك تكون قد قمت بالبر تجاههم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم يرد في السنة -فيما نعلم- شيء يدل على أنّ ترك الأكل مع الوالدين داخل في برهما، بل إن كانا يحبان أن يأكل الولد معهما كان أكله معهما من البر، ولكن ورد في أخبار بعض التابعين أنه كان لا يؤاكلهما للسبب الذي ذكرت مبالغة في البر.

قال ابن قتيبة -رحمه الله- في عيون الأخبار: قيل لعليّ بن الحسين: إنت من أبرّ الناس، ولا نراك تؤاكل أمّك؛ قال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها. انتهى.

وفي البر والصلة لابن الجوزي -رحمه الله: فِي ذِكْرِ مَنْ كَانَ يُبَالِغُ فِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ:عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَا يَأْكُلُ مَعَ أُمِّهِ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ آكُلَ مَعَهَا فَتَسْبِقُ عَيْنُهَا إِلَى شَيْءٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَأَنَا لَا أَعْلَمُ بِهِ، فَآكُلَهُ، فَأَكُونُ قَدْ عَقَقْتُهَا.

وراجع الفتوى: 66308.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني