الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحرص على الوقوف بجانب أناس ذوي صفات مخصوصة في صلاة الجماعة

السؤال

لدي تساؤل بخصوص اختيار مع من أقف في صلاة الجماعة. أنعم الله عليَّ بحب المساجد، وأحرص جيدًا على صلاة الجماعة، وخصوصا الصف الأول. لكن عند دخولي المسجد أجد أن نفسي لا شعوريا تحاول اختيار أناس في الصف الأول لأصلي بجانبهم ذوي هندام مرتب، ومنظر حسن، وتفوح منهم رائحة العطر. فعند ما أصلي بجانبهم يعطيني ذلك شعورا ضمنيًّا بنوع من الارتياح والانتماء.
فهل أأثم على هذا الفعل؟ أو هل يعد تكبرًا لأني أخاف أن أدخل في دائرة المتكبرين بهذا الاختيار، لأني أعلم أن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي فرق بحكمته الرزق والجمال بين عباده؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأولى لك أن تحرص على الصف الأول حتى لو كان من فيه بغير تلك الصفة التي تميل إليها نفسك. ثم الأولى أن تكون وراء الإمام، ثم عن يمين الصف، وكلما اقتربت من الإمام كان أحسن.

وانظر الفتوى: 356080.

فلو فرض أن من كان بالصفة التي تحبها بعيدًا عن الإمام، ووجدت مكانًا قريبًا، فلا ينبغي أن تترك المكان القريب لتقف بجانب من ذكرت أنك تحب الوقوف بجواره؛ لأنك تترك الأفضل -والحال هذه- وتفعل المفضول.

وأما هذا الميل الطبيعي؛ فلا تأثم عليه، وليس هو من التكبر في شيء -إن شاء الله-؛ لأن الكبر كما عرفه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: رد الحق واحتقار الناس، ففي صحيح مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: الكبر؛ بطر الحق، وغمط الناس.

وما دمت لا تحتقر أحدًا ممن ليست هذه صفته، وإنما تميل للوقوف بجانب هذا الصنف من الناس ميلًا طبيعيًّا لما تجده من راحة في نفسك، فهذا لا حرج فيه -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني