الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحضير الطعام لمجالس الخمر

السؤال

زوجي يشرب الخمر، ويطلب مني تحضير الطعام له من أجل جلسة الخمر.
فهل أنا آثمة عند ما أطيعه؟
وهل أحمل ذنوب مشاركته هذه الكبائر؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا أمرك زوجك بتجهيز الطعام لجلسته التي يشرب فيها الخمر، أو بأي شيء يعين على تلك الجلسة. فلا تجوز لك طاعته في ذلك؛ لما فيه من الإعانة على هذا المنكر الكبير، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2].

وفي سنن الترمذي عن أنس بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني بعد ذكر الحديث: وأشار إلى كل معاون عليها، ومساعد فيها. انتهى.

وقال ابن أبي موسى -رحمه الله- في الإرشاد: قال [الإمام أحمد]: وإذا علم القصاب أن من يشتري منه اللحم يدعو عليه، ويشربون عليه، فلا يبعه. انتهى.

واعلمي أنّ الخمر أمّ الخبائث، وشربها من أكبر الكبائر. فعليك نهي زوجك عن شربها، وحثّه على المبادرة بالتوبة منها.

ومن وسائل ذلك: تذكيره بالله -تعالى- وتخويفه عقابه، والاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم لينصحوا له، ويأخذوا بيده إلى طريق الاستقامة، وحثّه على البعد عن الصحبة الفاسدة. والحرص على مصاحبة الصالحين، والمحافظة على الصلاة؛ فإنها مفتاح كل خير، والإلحاح في الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني