الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من دل غيره على معصية

السؤال

إذا أعان أحد زملاءه على معصية معينة، وهم راضون، بمعنى: أنه لم يظلمهم أو يجبرهم على فعل هذا. فهل هذا الفعل من حقوق العباد التي لا يسامح فيها الله تبارك وتعالى؟
والخلاصة: أن إحدى الفتيات عرَّفَتْ زميلاتها على ولد تعرفه، وكانوا مجتمعين في قروب على الإنترنت، وبعد ذلك علمت زميلاتها بأنه ولد غير مهذب، وابتعدن عنه، ثم تابت هذه البنت من فعلتها تلك. فهل توبتها مقبولة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هذا داخلًا في الظلم الذي يقتص فيه من الظالم للمظلوم يوم القيامة، فإن هذا فيما إذا ظلمه في مال أو عرض أو نحو ذلك، بسب، أو قذف، أو ضرب، أو سفك دم، ونحو ذلك، كما نطقت به النصوص.

أما الدلالة على معصية والآخر راض، فلم نر من سمى ذلك من العلماء ظلمًا للغير، موجبًا للقصاص في الآخرة.

فالواجب على هذه الفتاة التوبة النصوح، والندم على فعلها، وألا تعود إلى محادثة الشباب، فإن فعلت تاب الله عليها، وعليها أن تثق بواسع فضل الله، وأنه تعالى ذو الفضل العظيم، وتعلم يقينًا أنه -تعالى- هو الغفور الرحيم، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}.

فلتحسن ظنها بربها -تعالى-، ولتطرح عنها الوساوس، ولتجتهد في طاعة الله -تعالى-، ولتكثر من الحسنات وفعل الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وعليها ألا تلقي لهذا الأمر بالًا ما دامت قد تابت منه بحمد الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني