الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينعقد النذر إلا بلفظ مشعر بالالتزام

السؤال

نويت بالنذر في قلبي: صيام أربعة أشهر، إن تحققت لي مصلحة، دون التلفظ به، وأنا أعلم أنه لا بد من التلفظ لينعقد النذر.
بعد ذلك شعرت وكأن نفسي تقول لي: لقد نويت بالنذر صيام أربعة أشهر، وعزمت عليه، والآن هو على رقبتك. فتلفظت بكلمة: نعم، صحيح، تعقيبا على حديث نفسي.
فهل بهذه الإجابة: نعم صحيح، ينعقد النذر، وخاصة إن كانت إجابة على حوار فيه نذر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الخواطر لا ينعقد بها النذر، فالنذر لا ينعقد بمجرد النية، ولا ينعقد إلا بلفظ مشعر بالالتزام. جاء في مغني المحتاج للشربيني في سياق الحديث عن أركان النذر: وَأَمَّا الصِّيغَةُ: فَيُشْتَرَطُ فِيهَا لَفْظٌ يُشْعِرُ بِالْتِزَامٍ، فَلَا يَنْعَقِدُ بِالنِّيَّةِ كَسَائِرِ الْعُقُودِ. اهـ.

والله -تعالى- برحمته، قد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.

وبالتالي، فلا يلزمك شيء. وننصحك بالإعراض عن الوساوس وتجاهلها.

وراجع في علاج الوسوسة، الفتوى: 404422.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني