الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب التحذير من المحتالين والغشاشين

السؤال

أشتغل في شركة منذ سنة وثلاثة أشهر، ولاحظت أن كل العمل الذي يقوم به مدير الشركة مبدؤه الكذب، فهو يكذب من أجل أن يجلب مشروعا، ويكذب من أجل أن لا يدفع لشركة ما، ويكذب في كل شيء، والآن منذ: 7 أشهر ورواتبي عالقة عنده، ولم أستطع أن أغير عملي، نظرا للمبلغ الكبير الذي لي عنده، فأخذت قرارا بأن أستقيل، فهل يجوز فضح هذا الإنسان الكذاب، لأنه لا يريد التوقف عن هذا، وخاصة إذا كان فضحه سيسبب له ولشركته خسارات كبيرة؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيشرع لك أن تحذر الناس من المدير المذكور إن علمت أنه يخادع الناس، ويكذب عليهم، ويغشهم في أموالهم، ومعاملاتهم، لأن تحذير المسلمين من الشر وأهله داخل في جملة النصيحة لهم، وهي مشروعة، ففي في صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.

والذب عن أموال المسلمين، ودفع الغش عنهم داخل في النصيحة لهم، كما قال النووي في شرح الحديث: وَأَمَّا نَصِيحَةُ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ: فَإِرْشَادُهُمْ لِمَصَالِحِهِمْ فِي آخِرَتِهِمْ، وَدُنْيَاهُمْ، وَكَفُّ الْأَذَى عَنْهُمْ... وَدَفْعُ الْمَضَارِّ عَنْهُمْ، وَجَلْبُ الْمَنَافِعِ لَهُمْ... وَتَرْكُ غِشِّهِمْ، وَحَسَدِهِمْ، وَأَنْ يُحِبَّ لهم ما يحبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَكْرَهُ لَهُمْ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ، وَالذَّبُّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ، وَأَعْرَاضِهِمْ. اهــ مختصرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني