الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ارتكبت الكثير من المعاصي، وأعرف أن الأمر (كما تدين تدان)، وأخاف كثيرا أن يرجع ذلك على أحد من أهل بيتي، كيف أكفر عن هذه الذنوب حتى يحفظ ربي أهل بيتي؟ كنت أعمل الكثير من ذنوب الخلوات، وأحس أن ربي مانع عني الرزق، ولم أجد عملا بعد التخرج بسبب هذا الأمر.
الفترة الأخيرة أحاول أن أحافظ على الصلوات في مواعيدها كلها، وأقرأ القرآن كثيرا، وأحاول أن أقلل من الغلط، لكني أشعر أن سوء الحظ، أو سوء التوفيق يلازمني. أخاف أن ربي لم يقبل توبتي، وأن كل استغفاري هذا لم يقبله ربي. فكيف أعرف أن ربي يقبل مني أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا صدقت مع الله -تعالى- وتبت إليه توبة مستجمعة لشروطها، فإن الله تعالى يقبل توبتك، ويرفع عنك العقوبة الدنيوية، والأخروية، قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. { التوبة:104}، وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. { الشورى:25}، وفي الحديث القدسي: قَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي، وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. اهــ. رواه الترمذي.

فاجتهد في تحصيل التوبة الصحيحة بالندم على ما فعلت، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه مستقبلا، وأحسن الظن بربك -سبحانه وتعالى-، وأبشر بمغفرته، وعفوه، ولا يحملنك الخوف على القنوط من رحمة الله، فإن هذا ذنب عظيم، وكبيرة من الكبائر، وانظر الفتوى: 445114 في بيان أن القنوط من رحمة الله من الكبائر، والفتوى: 470032 في بيان أن من تاب، تاب الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني