الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من زوجها المتهاون في الصلاة

السؤال

‏أنا زوجة من 14 سنة، وعندي 3 أولاد، ابنان، وبنت. ‏مشكلتي هي كسل زوجي عن الصلاة، وتضييعه لها. اعترف أنني في فترات كان يؤثر علي، وأكسل أنا أيضا،
‏ولكن -اللهم لك الحمد- بدأت مشوار التزامي، وحفظي للقرآن. الله المستعان. أنبهه كثيرا جدا جدا، وهو يقول لي: أنت عندك حق أنا مقصر، لكن أنا أصلي فرضا، أو أكثر في اليوم. ‏قلبي يعتصر ألما على حياتنا المنزوعة البركة، وعلى قدوة أولادي، ‏وخصوصا ابنى الكبير عمره 13 سنة، ويرى أباه مضيعا، ومتهاونا في أمر الصلاة، وأخاف على أولادي من تأثيره عليهم، وهو بالطبع قدوتهم. ‏هل عيشي معه هكذا حلال؟ ‏للعلم أنا لا أستطيع طلب الطلاق، أنا لا أريد تخريب بيتي، وليس عندي مصدر رزق، ولا أملك بيتا، وأبي توفي عندما كنت رضيعة، وأمي على قدر حالها.
‏أفيدوني، ماذا أفعل؟ والله أكاد أُجن.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ابتداءً فإنا نهنئكِ على ما ذكرتِ من الاهتمام بشأن الصلاة، وبشأن صلاة زوجك، واهتمامك بالقدوة الحسنة لأولادكم، وهذا من فضل الله عليكِ، وفقكِ الله، وزادكِ من فضله.

ثم فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا سهم في الإسلام لمن ضيعها، وقد أجمع العلماء على كفر تاركها جحودا، أمّا من تركها كسلا من غير جحود؛ فالجمهور على عدم خروجه من الملة، فما دام زوجك غير جاحد وجوب الصلاة؛ أو يصليها مع تأخير أوقاتها، والكسل في أدائها، فهو مسلم، ولا يحرم عليك البقاء معه، وراجعي الفتوى: 177285

ونصيحتنا لك؛ أن تجتهدي في استصلاح زوجك بحكمة، ورفق، وتذكريه بالله، واليوم الآخر، وتخويفه عقاب الله، ويمكنك الاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم لينصحوا له، ويأخذوا بيده إلى طريق الاستقامة، وحثّه على مصاحبة الصالحين، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى: 3830

وأكثري من الإلحاح في الدعاء له؛ فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني