الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقد على فتاة ثانية ويخاف أن يظلم الأولى والثانية

السؤال

عقدت على أخت صديق لي، وكنت أحب صديقي على أخلاقه، وأحببت أن أتقرب إليه أكثر؛ لنصبح أكثر قربا من الصداقة، فطلبت أخته من أبيه، فوافق الأب، ووافق صديقي، وتمت الفرحة، ولكن مع الأيام تغير صديقي علي، وأصبح يسمعني كلاما بأني أخطأت بحقه؛ لأني كنت صديقه، وبعدها طلبت يد أخته بشكل رسمي، وشرعي، ولكن سألته ما الذي ضايقك من هذا الأمر، فلم يعطني جوابا واضحا، وإلى هذه اللحظة لم يقل لي ما الذي ضايقه من هذا الأمر، وكنت معه من أعز الناس لديه، ولم أقصر معه بشيء، وكنت قد رسمت معه مستقبل علاقتنا بأن نسكن أنا، وزوجتي، وهو في بيت واحد، ولكن هو بغرفة، وأنا، وزوجتي بغرفة، وفعلا قمت بتعمير منزل؛ لأن طبيعة عملنا في مكان واحد، ورسمت أن نسكن بقرب عملنا، ولكن مع الأيام تركني وحدي، وذهب، وحطم كل آمالي التي رسمتها، وكان قبلها يوجه لي كلاما لا يليق بأفعالي التي فعلتها من أجله، فقمت بعدما رحل عني بالعقد على فتاة ثانية انتقاما مما فعله بي من غير سبب، ولكن من غير أن أعلم أحدا من أهله، ولا هو، ولكني الآن محتار في أمري، وأخاف أن أرجع إلى الفتاة الأولى، وأن أظلم الثانية، وبالعكس، فأنا محتار جدا، والآن واقف بمكاني، لا أعرف ماذا أفعل.
مع جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننوه أولاً إلى أنّ المبالغة في الحب، والبغض، وشدة التعلق بالأشخاص أمر غير محمود، فالمشروع للمؤمن ألا يكون حبه كلفا، وألا يكون بغضه تلفا، فقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وقال: حديث غريب، وصححه الألباني.

كما أنّ القصد والاعتدال في الأمور، محمود شرعًا، ومن أسباب طمأنينة النفس، فينبغي الحذر من الإفراط في التعلق بالصديق، أو غيره.

وثانياً: الزواج ميثاق غليظ، وعقد عمر ينبغي أن يكون الاختيار فيه على أساس الصلاح، والموافقة، وأن يكون القصد منه الإعفاف، والسكن، وبناء الأسرة الصالحة، والعمل بسنة المرسلين، لا أن يكون القصد منه الانتقام، أو المجاملة.

فإن قدرت على العدل بين زوجتيك، والقيام بحقوقهما؛ فنصيحتنا لك أن تمسكهما، وتعاشرهما بالمعروف. وأمّا إذا كنت لا تقدر على القيام بحق الزوجتين، والعدل بينهما؛ فأمسك أصلحهما، وأنسبهما لك؛ وطلق الأخرى، وأد إليها حقّها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني