الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك

السؤال

حديث: واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ـ فالمعنى: ما أصابك من خير، أو شر نقمة، لم يكن ليجاوزك، إلى غيرك، وهذا في القدر، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهل القدر يخطئ!! حسب تفسير الجملة الأولى: ما أصابك لم يكن ليخطئك- أي لم يكن ليجاوزك إلى غيرك، وأنما أخطأك لم يكن ليصيبك؟ أحتاج إلى إجابة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في الحديث ما يدل على ما فهمته، فالحديث في سياق الحض على تفويض الأمور كلها إلى الله -تبارك وتعالى- وتقرير أنه الفاعل لما يشاء، وأن ما قضاه، وأبرمه لا يمكن أن يتعدّى حدّه المقدر له، وهذا راجع إلى قوله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا {الحديد: 22}.

قال الهروي في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: وتعلم- تخصيص بعد تعميم: أن ما أصابك- من النعمة، والبلية، أو الطاعة، والمعصية مما قدره الله لك، أو عليك: لم يكن ليخطئك، أي: يجاوزك، وأن ما أخطأك: من الخير، والشر: لم يكن ليصيبك ـ وهذا وضع موضع المحال، كأنه قيل: محال أن يخطئك، وهو مضمون قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا {التوبة: 51} وفيه حث على التوكل، والرضا، ونفي الحول، والقوة، وملازمة القناعة، والصبر على المصائب. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني