الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمرء أن يعتبر نفسه من المؤمنين حقا؟

السؤال

عمري: 17 عاما، عندما أقرأ القرآن، وأقف عند الآيات التي تتحدث عن فوز المؤمنين في الجنة، وما إلى ذلك، فهل يجوز أن أعتبر نفسي منهم؟ فأنا أحافظ على الفرائض، ومعظم النوافل، وبقي أن أحافظ على قيام الليل، وصيام التطوع، وأسأل الله أن أستطيع القيام بجميع النوافل، وأحاول الابتعاد عن المحرمات كلها، وأحيانا أقع في بعض الأشياء التي فيها خلاف بين العلماء، فهل يجوز أن أعتبر نفسي من المؤمنين الذين يتحدث عنهم القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نهنئك على ما تفعله من الطاعات، ونسأل الله تعالى أن يوفقك للمزيد منها، وأن يتقبّل منك إنه سميع مجيب، ثم إنه لا يمكن القطع لأحد بأنه من أهل الجنة إلا بنص من كتاب الله تعالى، أو صحيح السنة النبوية، وتراجع لبعض التفصيل الفتويين: 257662 4625

وأيضا فإنك لا تدري هل تنطبق عليك صفات أهل الجنة الواردة في كتاب الله تعالى؟

جاء في تفسير الخازن تعليقا على قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ {الأنفال: 2} الآية.

الوجه الثالث: أن الله سبحانه وتعالى ذكر في أول الآية: إنما المؤمنون ـولفظة: إنما- تفيد الحصر، يعني إنما المؤمنون الذين هم كذا، وكذا، وذكر بعد ذلك أوصافا خمسة، وهي الخوف من الله، والإخلاص لله، والتوكل على الله، والإتيان بالصلاة كما أمر الله سبحانه وتعالى، وإيتاء الزكاة كذلك، ثم بعد ذلك قال: أولئك هم المؤمنون حقا ـ يعني أن من أتى بجميع هذه الأوصاف كان مؤمنا حقا، ولا يمكن لأحد أن يقطع بحصول هذه الصفات له، فكان الأولى له أن يقول: أنا مؤمن -إن شاء الله- وقال ابن أبي نجيح: سأل رجل الحسن فقال: أمؤمن أنت؟ فقال الحسن: إن كنت سألتني عن الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والجنة، والنار، والبعث، والحساب، فأنا بها مؤمن، وإن كنت سألتني عن قوله: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ـ الآية، فلا أدري أنا منهم أم لا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني