الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصيحة عبر وسائل التواصل لها أجرها وثوابها

السؤال

النصيحة عبر وسائل التواصل إذا تمت رؤيتها، هل تنفع إذا تمت الاستجابة أو لم تتم؟ وهل يثاب صاحبها في كلا الحالتين أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى لا يضيع عمل عامل، ولا يخيب سعي ساع، وقد قال الله جل اسمه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة: 7}.

والدعوة إلى الله من أجل الأعمال وأعظم القربات، قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت: 33}، ولا تنحصر الدعوة إلى الله في الكلام المباشر والنصيحة باللسان، بل الكتب المؤلفة في النصح والإرشاد ونحوها من الوسائل المتبعة في الدعوة إلى الله قديمًا، ونحوها الكتابة على وسائل التواصل في عصرنا، فمن بلغ رسالة الله، وأدى النصيحة المطلوبة عبر وسائل التواصل؛ فهو مأجور بلا شك، وسواء عمل المنصوح بوعظه ونصحه أو لم يعمل، فقد وقع أجره على الله تعالى، ومن انتفع بنصحه وعمل بوصيته أو وعظه، فله مثل أجره، كما في الحديث عن أبي هريرة، أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثلُ أجورِ مَنْ تَبِعَه لا يَنقُصُ ذلك من أجورِهم شيئاً. أخرجه مسلم وغيره.

فليحرص الداعي إلى الله على إيصال رسالته، وتبليغ نصيحته عبر تلك الوسائل الحديثة ما أمكن، فإن استثمارها، والجد في نشر الخير من خلالها من أهم الأمور المنوطة بالعاملين لنصرة الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني