الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا إعادة على من ترك السلام من سجود السهو الذي بعد التسليم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
نص الفتوى:
صليت المغرب بالناس إماما, و بعد التشهد الأوسط هممت أن أسلم عن يميني فتوجهت بوجهي يمينا وقلت ( الس .. ) , و قبل أن أكمل كلمة (السلام) بادرني المصلون بالتسبيح فقمت فأتيت بالركعة الثالثة و قعدت للتشهد فتشهدت ثم سلمت بدون سجدتي السهو (اجتهادا مني في أن حالتي لم تكن كما حصل مع النبي في حديث ذي اليدين المشهور , والذي أتم النبي فيه السلام ثم أتى فيما بعد بالركعات الناقصات ثم سجد السهو , أما أنا فلم أسلم أصلا و إنما هممت فقط فردني المأمومين فورا وأكملت الركعة الثالثة قبل التسليم).
و لما سلمت من غير أن أسجد سجدتي السهو بادرني المصلون بأن ما فعلته خطأ وأن علي أن أسجد سجدتي السهو الآن, فامتثلت لظن مني أنهم أعلم فسجدت سجدتين ثم لم أسلم بعدهما. فهاجوا ثانية و استنكروا علي عدم التسليم بعد سجدتي السهو.
و الأسئلة الآن:
1- ما حكم سجدتي السهو في الصلوات التي يصلي الناس فيها بسجدتي السهو ؟ أهي ركن مثلا لو تركه المصلي بطلت صلاته ؟ أم ماذا ؟
2- هل كان اجتهادي صائبا أم خاطئا عندما ظننت أنه ليس علي سجود للسهو مادمت لم أكمل التسليم ؟
3- إذا كان اجتهادي خاطئا و أن ما أمرني به المأموم,ن هو الصواب , فما حكم التسليم بعد سجدتي السهو إذا كانتا بعد التسليم الأول الخاص بالصلاة ؟ أهو واجب لو تركته عامدا بطلت سجدتي السهو ؟ أم ماذا ؟
الرجاء الإفادة بكل الآراء و المذاهب الفقهية ان أمكن ..
و لكم جزيل الشكر.
و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسجود السهو محل اختلاف بين أهل العلم هل هو واجب أم سنة؟

والتفصيل في هذا في الفتوى رقم: 28891.

ويلزمك سجود السهو بسبب ما صدر عنك من زيادة.

قال ابن قدامة في المغني: الضرب الثاني: زيادات الأقوال، وهي قسمان أيضا: أحدهما: ما يبطل عمده الصلاة كالسلام وكلام الآدميين، فإذا أتى به سهوا فسلم في غير موضعه سجد على ما ذكرناه في حديث ذي اليدين. انتهى.

ولا فرق بين أن يؤتى بلفظ السلام كاملا وبين أن يأتي ببعضه، فالكل زيادة.

والتسليم بعد سجدتي السهود واجب، لكن تركه لا يبطل السجود، وبالتالي، لا يبطل الصلاة أيضا.

وقال الحطاب في "مواهب الجليل": قال ابن رشد في نوازله: السلام من سجود السهو الذي بعد السلام واجب عند مالك، إلا أنه لا يرى على من تركه إعادة السجود مراعاة لقول من يقول: لا يجب السلام من الصلاة، فهو على مذهبه واجب في السجود، وليس بشرط في صحته، لأن من واجبات الصلاة ما هو شرط في صحتها، ومنها ما ليس بشرط في صحتها. انتهى.

وعليه، فصلاتك صحيحة، وكذلك صلاة المأمومين خلفك وهذا هو ما تيسر لنا من كلام أهل العلم في هذا الموضوع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني