الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إثم الهجر على من بدأ به واستمر عليه ورفض الوصل

السؤال

لدي صديقة، كانت قريبة مني، وقد تعاشرنا بالمعروف، ولا أذكر -قط- أني قلت لها شيئًا من قول السوء، وهي كذلك، جاءت فترة لا تقل عن 4 أيام أو أكثر، لم نتحدث فيها، أو حتى تردَّ عليَّ السلام، فبدأت أراجع نفسي، وأقوالي، وأفعالي معها سابقًا، فلم أجد شيئاً يدفعها لقطع العلاقة وعدم الكلام، فذهبت إليها، وتكلمنا على انفراد، وسألتها عمَّا فعلتُ لها، وإذا بي أسمع كلامًا صادمًا: لا أريد رؤيتك، وأنت مثل العدم أمامي، والشخص الذي يسقط من عيني لا أعود إليه، وأضافت: أنت فتاة طيبة حسنة السيرة ظاهرًا وباطنًا، ولم تتعرضي لي بسوء.
أما سبب ابتعادي عنك، فهو: أني أغار عليك من الأصدقاء خاصة، والناس من حولك عامة، وأريد أن أبتعد عنك، ومنذ ذلك اليوم -أكثر من سنة- لم نتكلم أو نخوض في أحاديث، حتى بخصوص الدراسة، مع أننا في نفس المعهد، ونفس الفصل، وإن حدث الحديث مرة أو مرتين، تقول لي كلاماً جارحًا: بأي صفة أكلمها، وأن أدعها وشأنها. فهل نعتبر من المتشاحنين الذين لا يغفر لهم الله قبل دخول شهر رمضان الفضيل، أم يعتبر الأمر عاديًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكرت من شأن صديقتك معك، فهي التي هَجَرَتْكِ، ولست هاجرة لها، وبالتالي يكون الإثم عليها لا عليك، خاصة وأنك ذكرت أنك بادرتِ، وسعيتِ في الكلام معها، وجاء الرفض من جهتها، وانظري الفتوى: 123970.

ولاتيأسي، بل اسعي في سبيل الإصلاح بينك وبينها، ووسطي أهل الخير، هذا مع الإكثار من الدعاء وسؤال الله -عزَّ وجلَّ- التوفيق.

وما ذكَرتْ من كون السبب الغيرة أمر غريب، والغيرة إذا خرجت عن حد الاعتدال، فهي غيرة مذمومة، لا يحبها الله -سبحانه-.

ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 391054.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني