الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينعقد النكاح بقول الولي: مبروك لكما، هي لك

السؤال

أقدمت على خطبة فتاة، وقبل الخطبة علمت أن وليها مريض، وحسب قول الأطباء: ليس له دواء، وأيامه معدودة، وبسبب هذا الأمر، قمت بتعجيل الخطبة، واتفقنا معه على المهر، وحضر أفراد عائلتي، وأفراد عائلة الفتاة، والحمد الله، قَبِلَ الأب بي كزوج لابنته، وليس مجرد خطبة فقط، وأنا -أيضًا- قبلت بها بحضور الشهود.
المشكلة الوحيدة: أن والدها لم يذكر الصيغة كما يجب، مثل: زوجتك فلانة، لكنه قال لي: (مبروك لكما، هي لك)، وبعد مرور أيام، توفي الأب -رحمه الله-، فأردت أن أواسيها، وأقف بجانبها كما يقف الزوج مع زوجته بكلام جميل، مع العلم أن أخاها وعمها أخبراني أثناء الجنازة أنه زوجني إياها قبل وفاته. فهل يجوز لي أن أواسيها كما يواسي الزوج زوجته، وأخفف عنها ألم فقدان الأب؟
وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإيجاب والقبول في عقد الزواج؛ لا يصح عند كثير من أهل العلم؛ إلا بصيغة التزويج، أو الإنكاح؛ قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وينعقد النكاح بلفظ الإنكاح والتزويج. والجواب عنهما إجماعا،..... ولا ينعقد بغير لفظ الإنكاح والتزويج، وبهذا قال سعيد بن المسيب، وعطاء، والزهري، وربيعة، والشافعي. انتهى مختصرًا. وراجع الفتوى: 356950.

وعليه؛ فما ذكرته من الصيغة التي جرت بينك وبين ولي المرأة؛ لا ينعقد بها الزواج، وليس لك معاملة هذه امرأة معاملة الزوجة حتى تعقد عقد الزواج بإيجاب من وليها، وقبول منك، في حضور شاهدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني