الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل الوظيفة والشركة مقدم على غيره

السؤال

أنا موظف، فإذا كان عندي عمل في الشركة غير مطلوب على وجه السرعة فهل على جناح أن أقرأ في كتاب فقه بشرط أن أسلم العمل في الوقت المطلوب، وأرجو أن تفهموني موضوع "حبس الوقت" فإني لا أفهمه؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعامل في الشركة يعتبر أجيراً خاصاً فلا يجوز له أن يصرف الوقت المتعاقد عليه في غير صالح الشركة إلا بإذن المسؤول المخول.

وكون العمل المكلف به الأجير قليلاً لا يبيح له أن يصرف الوقت في غير صالح الشركة بحجة أنه سينهي عمله في موعده لأنه لا يدري ما يعرض له، ولأن عمل الشركة مقدم على غيره، فإذا أنهى عمل الشركة فلا حرج عليه بعد ذلك في صرف الوقت في قراءة كتب العلم أو غير ذلك من المباحات ما دام قد سلم نفسه لصالح الشركة خلال المدة.

قال الزيلعي في تبيين الحقائق: الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة، وإن لم يعمل، كمن استؤجر شهراً لخدمة أو لرعي الغنم، أي الأجير الخاص يستحق الأجرة بتسليم نفسه للعمل عمل أو لم يعمل، سمي أجيراً خاصاً وأجير وحْدٍ، لأنه يختص به الواحد وهو المستأجر، وليس له أن يعمل لغيره، لأن منافعه في المدة صارت مستحقة له والأجر مقابل بها فيستحقه ما لم يمنعه من العمل مانع حسي كالمرض والمطر ونحو ذلك مما يمنع التمكن من العمل. وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 1553، والفتوى رقم: 11774.

أما عن قول السائل أرجو أن تفهموني موضوع (حبس الوقت) فإنه لم يذكر لنا في أي سياق وردت هذه الكلمة، لكن على العموم فإن الأجير الخاص يستحق الأجرة بما أنه قد حبس نفسه على المستأجر في الوقت المتفق عليه، ولو لم يعمل إذا لم يكن ثمت عمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني