الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قال لي زميلي بالمكتب إن جهاز التبريد لا يبرد جيدا لكني قلت له لم ألاحظ ذلك وقلت: والله بردت منه وهني طفيته، وما كنت أقصده أن تبريده جيدا وعادي، وفعلا أنا طفيته لكن بالطبع لم أبرد منه كما حلفت بوالله بردت منه وخرج مني الحلف عفوا، والذي كنت أقصده أن أقول له إن تبريده جيد.فماذا يسمى هذا اليمين وهل علي شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت لم تصب بالبرد من جهاز التبريد، وحلفت على أنك أصبت بذلك منه فهذه يمين على كذب، وتسمى اليمين الغموس، وسميت بذلك لأنها تسبب لصاحبها الغمس في الإثم، أو الغمس في جهنم إن لم يتب منها.

وقد ذهب الجمهور إلى أنه لا كفارة عليه، إذ أنه أتى بذنب أعظم من أن تمحو أثره كفارة يمين، وإنما الواجب عليه أن يتوب لله تعالى مما ارتكبه وتجرأ عليه.

وذهب الشافعي وطائفة من العلماء إلى وجوب الكفارة عليه إضافة إلى التوبة، لعموم قوله تعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ [ سورة المائدة: 89].

ولعل الجمع بين التوبة والكفارة أسلم إعمالا للنصوص كلها وخروجا من خلاف أهل العلم، ولأن كلا من موجب التوبة وموجب الكفارة قائم فلا يغني أحدهما عن الآخر.

وهذا كله؛ إذا كنت قاصدا عقد اليمين عند قولك: والله، أما إذا جرى اللفظ على لسانك من دون قصد فإن عليك إثم الكذب دون إثم اليمين، فلا إثم فيها ولا كفارة لأنها لغو. ويراجع الجواب 1638.

وننصحك بحفظ يمينك استجابة لقول الله جل وعلا: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [ سورة المائدة: 89].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني