الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية القراءة في سنة الفجر

السؤال

فضيلة الشيخ ، أريد معرفة السنة في قراءة سنة الفجر ، فقد قرأت أنها إما أن تكون قولوا آمنا بالله التي في البقرة ومن ثم تكون الركعة الثانية فلما أحس عيسى منهم الكفر أو تقرأ قل يا أيها الكتاب ، لكن السؤال هنا هل أقرأ الصفحة كلها تبعا للآية أم فيه تحديد أرجو أن تضع لي الآية التي تقرأ كلها حتى لا أتلخبط وشيء آخر ورد في صحيح أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بـ قل آمنا بالله وليست هذه الآية بالبقرة بل في آل عمران فهل هذه سنة غيرها حتى إن الألباني لم يذكرها في كتابه فكيف ، وشيء آخر أن هذا الحديث الذي عند أبي داود كمل الآية وبدأها بـ \" ربنا آمنا \" وأما في الأحاديث الأخرى فقط عند واشهد بأنا مسلمون فهل هنا توجد سنتان أم سنة واحدة وعلينا في القراءة أن نكمل الآية إلى فاكتبنا مع الشاهدين وهذا من باب حمل المطلق على المقيد
وكذلك في حديث أبي داود شك الراوي هل قرأ ربنا آمنا بما .. أو إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذير ، فهل هذه سنه أخرى وإذا نعم أو لا سواء ، بس نقرأ هذه الآية أم لها تكملة ، أرجو من فضيلتكم أن تكتبوا لي الآيات حتى أفهم لأنني تلخبطت وأريد أن أصلي السنة وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الشيخ الألباني في كتابه عن صفة صلاته صلى الله عليه وسلم متحدثا عن هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة في سنة الفجر: وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر فكانت خفيفة جدا حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: هل قرأ فيها بأم الكتاب.

وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية: [قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ] (البقرة: 136). إلى آخر الآية، وفي الأخرى: [قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ] (آل عمران: 64). إلى آخرها، وربما قرأ بدلها: [فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ] (آل عمران: 52). إلى آخر الآية. رواه مسلم وأبو داود.

وأحيانا يقرأ "قل يا أيها الكافرون" في الأولى، و"قل هو الله أحد" في الأخرى. رواه مسلم وأبو داود. انتهى.

فينبغي أن تقتصر على قراءة هذه الآيات المذكورة بأرقامها ولا تكمل الصفحة كلها، وستلاحظ عند الرجوع إلى المصحف أن كل آية لها رقم خاص بها.

وما رواه أبو داود هو من حديث أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: [قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا] (آل عمران: 84). في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ] (آل عمران: 53). أو :[ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ] (البقرة: 119).

قال الشيخ الألباني: حسن.

فهذه أيضا سنة أخرى في القراءة في سنة الفجر، ولعل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لم يذكرها في كتابه "صفة الصلاة" مكتفيا بما في صحيح مسلم، ولا حرج عليك إذا بدأت بقوله تعالى: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ] الآية أو اقتصرت على الآية التي قبلها والتي تنتهي بقوله تعالى: [وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ] فالأمر في ذلك واسع لثبوت ذلك كله عنه صلى الله عليه وسلم، كما لا حرج عليك في القراءة بقوله: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ] أو بقوله تعالى: [إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا]، فراوي الحديث شك بأيهما حصلت القراءة به، فمن قرأ بأي منهما فقد أصاب السنة إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني